بقلم :سلوى المؤيد
.........................
ومن أمثلة تقدير عمر بن الخطاب أثناء خلافته لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ما ذكره الزمخشري عن ابن العباس فقال .
"جاء رجل إلى عمر يشتكي من على ،فالتفت عمر إليه لإنه كان حاضرا فقال له "ياأبا الحسن سم فاجلس مع خصمك "
،فقام علي وجلس مع خصمه وتناظرا ،ثم انصرف ،فرجع علي إلى مجلسه فلاحظ عمر التغير على وجهه فقال "يا أبا الحسن مالي أراك متغيراً "؛ قال علي "كنيتني بحضرة خصمي، ألأل قلت يا علي قم فاجلس مع خصمك ".
فأخذ عمر برأس علي وقبله بين عينيه ثم قال "بإبي أنتم وأمي ، بكم هدانا الله وبكم أخرجنا الله من الظلمات إلى النور " وقال القرطبي وابن حزم بإن عمر قال لعلي رضي الله عنهما
"مازلت كاشف كل كرب وموضح كل حكم "
وقال له يوماً
"نعوذ بالله من أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن "
وقال عمر أيضاً"لا أبقاني بعدك ياعلي"
وقال أيضا"لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن "
وقال في موقف آخر "لا أبقاني الله في أرض ليس فيها أبا الحسن "
وقال ابن عساكر في كتاب تاريخ مدينة دمشق، أن عمر أشار إلى علي عليهما السلام ثم قال
"علي أعلم بنبينا وبكتاب نبينا "
وقال عن علي بن أبي طالب "القول ما قال علي عليه السلام "
قال ابن حزم الأندلسي .
"أتيت عمر بن الخطاب بمكة فقلت له
أني ركبت الخيل حتى أتيتك فمن أين أعتمر؟ "
فقال له
"أسأل علي بن أبي طالب "
وعندما سأل على قال له أن يعتمر من ميقات أرضه ،فعاد ابن حزم الأندلسي إلى عمر بن الخطاب وأخبره برأي علي بن أبي طالب .
فرد عليه عمر .
"ما أجد لك إلا ما قاله علي بن أبي طالب "
ويقول العلامة الحافظ الحسكاني عن عمر بن الخطاب أنه قال .
"علي عليه السلام ،أعلم الناس بما أنزل الله على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم "
ذكر الشنقيطي أحد علماء ذلك العصر في كتابه "الكناية"ص٥٧بإن عمر بن الخطاب قال موجها حديثه إلى علي بن أبي طالب
"أنت يا علي خيرهم فتوى "
وقال أحمد بن حنبل في كتابه" فضائل الصحابة" أن عمر قال عن علي رضي الله عنهما
"أللهم لا تنزل بي شديدة، إلاوأبو الحسن إلى جانبي"
وقال له أيضاً
"أباالحسن ،لا أبقاني الله لشدة لست لها ،ولا في بلد لست فيه"
فهل يوجد كلام يعبر عن عمق محبة عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما أكثر من ذلك .
وعندما اتهم أحد الأشخاص علي بن أبي طالب بالتيه والعجب ،رد عليه عمر بن الخطاب من منطلق حبه وإعجابه بعلي بن أبي طالب .
"حق لمثله أن يتيه ،والله لولا سيفه لما قام عامود الإسلام ،وهو بعد أقضى الأمة (من أفضل قضاتها)وذو سابقتها وذو شرفها ".
وقال عنه يوماً "من آذى علي عليه السلام فقد آذى النبي صلى الله عليه وسلم ."
إن أبرز ما نلاحظه في خلافة عمر بن الخطاب تلك العلاقة الخاصة بينه وبين علي بن أبي طالب القائمة على الإحترام والإعجاب والمحبة الصافيه والتعاون في إدارة أمور الحكم التي شوهها بعض الأشخاص الذين يريدون التفرقة بين المسلمين مثل الشيعة الصفويين وأتباعهم الذين زوروا التاريخ وأخذوا يقصوا بعض الحكايات الكاذبة ليصوروا لنا أن فترة الخلفاءكانت عبارة خلافات وتنافر بينما هي مودة ومحبة ،وتقدير واحترام الآخرين في العصورالإسلامية القديمة
إن أبرز ما في علاقة عمر بن الخطاب مع علي بن أبي طالب هو المودة والإحترام والصداقة العميقة بين هذين الصحابيين العظيمين.
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh